حديث
ضعيف مشتهر في مواقع التواصل
في تحريم تفسير القرآن بالرأي
مع ذكر ما يغني عنه
1-
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :"مَنْ
قَالَ فِي القُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
أخرجه الترمذي
في السنن (5/199رقم2950).
وقال الألباني
:"ضعيف".
2-
وعَنْ جُنْدَبِ
رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :"مَنْ
قَالَ فِي القُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ فَقَدْ أَخْطَأَ".
أخرجه الترمذي
في السنن (5/200رقم2952).
وضعفه
الترمذي،
فقال :"غريب". وقال الألباني
:"ضعيف".
ويغني عنه :
ما رواه
عَبْدُاللهِ بْنُ عَمْرِو رضي الله عنهما، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ
يَقُولُ :"إِنَّ اللهَ لَا
يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ
بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا
جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا".
أخرجه البخاري
في الصحيح (1/31رقم100)، ومسلم في الصحيح (4/2058رقم2673).
تنبيه مهم :
لعظم
الكلام في دين الله، فإن من تكلم فيه بلا علم فهو آثم، ولو أصاب الحق؛ لجرأته
وإقدامه على الفتوى بغير حجة ولا برهان !!!
قَالَ تعالى âوَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ
السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًاá
قال
العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تيسير الكريم الرحمن (457) :"أي: ولا تتبع
ما ليس لك به علم، بل تثبت في كل ما تقوله وتفعله، فلا تظن ذلك يذهب لا لك ولا عليك،
âإِنَّ
السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاá فحقيق بالعبد
الذي يعرف أنه مسئول عما قاله وفعله وعما استعمل به جوارحه التي خلقها الله لعبادته
أن يعد للسؤال جوابًا، وذلك لا يكون إلا باستعمالها بعبودية الله وإخلاص الدين له وكفها
عما يكرهه الله تعالى".
قَالَ
عَبْدُاللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه :"يَا
أَيَّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ، مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ شَيْئًا، فَلْيَقُلْ بِمَا
يَعْلَمُ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ: اللهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ لِأَحَدِكُمْ
أَنْ يَقُولَ: لِمَا لَا يَعْلَمُ: اللهُ أَعْلَمُ".
أخرجه
البخاري في الصحيح (6/124رقم4809)، ومسلم في الصحيح (4/2155رقم2798).
وقال
مالك بن أنس :" كان رسول الله r إمام المسلمين وسيد العالمين يسأل عن الشيء
فلا يجيب حتى يأتيه الوحي من السماء".
أخرجه
ابن وهب في كتاب المجالس (2/54-جامع بيان العلم).
وقال الترمذي
في السنن (5/200) :"وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ ﷺ وَغَيْرِهِمْ، أَنَّهُمْ شَدَّدُوا فِي هَذَا فِي أَنْ يُفَسَّرَ القُرْآنُ
بِغَيْرِ عِلْمٍ وَأَمَّا الَّذِي رُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ وَغَيْرِهِمَا
مِنْ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّهُمْ فَسَّرُوا القُرْآنَ، فَلَيْسَ الظَّنُّ بِهِمْ أَنَّهُمْ
قَالُوا فِي القُرْآنِ أَوْ فَسَّرُوهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَوْ مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُمْ مَا يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَا، أَنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا مِنْ
قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ".
وقال
شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (13/371) :"مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ
فَقَدْ تَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ وَسَلَكَ غَيْرَ مَا أُمِرَ بِهِ فَلَوْ
أَنَّهُ أَصَابَ الْمَعْنَى فِي نَفْسِ الْأَمْرِ لَكَانَ قَدْ أَخْطَأَ؛ لِأَنَّهُ
لَمْ يَأْتِ الْأَمْرُ مِنْ بَابِهِ كَمَنْ حَكَمَ بَيْنَ النَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ
فِي النَّارِ وَإِنْ وَافَقَ حُكْمُهُ الصَّوَابَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ؛ لَكِنْ يَكُونُ
أَخَفَّ جُرْمًا مِمَّنْ أَخْطَأَ وَاَللَّهُ أَعْلَم".
وقال
شيخ الإسلام ابن تيمية أيضًا كما في مجموع الفتاوى (13/243) :"مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ
أَوْ الْحَدِيثَ وَتَأَوَّلَهُ عَلَى غَيْرِ التَّفْسِيرِ الْمَعْرُوفِ عَنْ الصَّحَابَةِ
وَالتَّابِعِينَ فَهُوَ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ مُلْحِدٌ فِي آيَاتِ اللَّهِ مُحَرِّفٌ
لِلْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَهَذَا فَتْحٌ لِبَابِ الزَّنْدَقَةِ وَالْإِلْحَادِ
وَهُوَ مَعْلُومُ الْبُطْلَانِ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ".
كتبه :
أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول