حديث ضعيف في فضل الموقف والمشعر

 

حديث ضعيف مشتهر في مواقع التواصل

في فضل يوم عرفة والمبيت بمزدلفة

مع ذكر حديث ثابت يغني عنه

والجواب عن إشكالين

 

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : وقفَ النبيُّ ﷺ بـعرفات وقد كادت الشمسُ أن تؤوبَ، فقال :"يا بلال! أَنصِتْ لي الناسَ".

فقام بلال، فقال: أَنْصِتوا لرسولِ الله ﷺ، فأنصتَ الناسُ، فقال :"معاشرَ الناسِ! أَتاني جبرائيل آنفاً، فأقرأني من رَبي السلامَ، وقال: إنَّ الله عز وجل غفرَ لأهلِ عرفاتٍ، وأَهل المَشْعَر، وضَمِنَ عنهم التبعاتِ". فقام عمر بنُ الخطاب فقال: يا رسول الله! هذا لنا خاصة؟ قال :"هذا لكم، ولمن أتى من بعدِكم إلى يوم القيامة". فقال عمر بن الخطاب :"كثرَ خيرٌ الله وطابَ".

أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/196) من طريق شبويه عن ابن المبارك، عن سفيان، عن الزبير بن عدي، عن أنس به.

قال العقيلي :"حديث منكر غير محفوظ".

 

 

ويغني عنه :

ما روته أم المؤمنين عَائِشَةُ رضي الله عنها : أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ  قَالَ :"مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟".

أخرجه مسلم في الصحيح (2/982رقم1348).

 

إشكالان مع الجواب عليهما

فإن قيل : الحديث صححه لغيره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/33رقم1151).

فالجواب : أن الألباني رحمه الله صححه اعتمادًا على الحافظ المنذري والحافظ ابن حجر حيث قال في حاشية صحيح الترغيب والترغيب :"إنما أوردته هنا لجزم المؤلف رحمه الله بنسبته إلى ابن المبارك، وهو إمام من أئمة الحديث، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، ولذلك قال الحافظ ابن حجر: "فإن ثبت سنده إلى ابن المبارك فهو على شرط الصحيح". نقله السيوطي في "اللآلئ" (2/69).

قلت : وظني أنه لو لم يثبت سنده إلى ابن المبارك، ما جزم المؤلف بنسبته إليه كما هو ظاهر.

ومع ذلك فله شواهد خرجتها في "الصحيحة" (1624)، والله تعالى أعلم" انتهى.

قلت : إسناده لم يثبت فراويه عن ابن المبارك شبويه، قال العقيلي :"شبويه المروزي عن ابن المبارك حديث منكر غير محفوظ".

وقد أشار العقيلي إلى وجود اختلاف في لفظه بقوله :"قد روي في هذا المعنى بخلاف هذا اللفظ ...".

وأما الشواهد التي ذكرها العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى فتشهد للمعنى العام من المغفرة للحاج يوم عرفة. وتبقى ألفاظ في الحديث لا تتقوى.

فإن قيل : هل يفيد الحديث – لو صح – أن الثواب يشمل غير الحجاج ؟

فالجواب : أن هذا الفهم غير صحيح وليس في الحديث ما يدل عليه بل الحديث خاص بالحجاج؛ لذا بوب عليه المنذري بقوله :"الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة، وفضل يوم عرفة".

 

كتبه :

أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول