سؤال وجواب
في حكم تسمية المولود ذكرًا أو أنثى بـــ : "تبارك" !
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب
العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين,
أما بعد :
فقد سئلت عن
تسمية المولودة بـ تبارك حيث قال السائل : شاع في
بلادنا تسمية البنت بـ : تبارك !
فهل
التسمية بذلك جائز ؟
الجواب :
لا
يجوز التسمية بـ "تبارك" للذكر ولا للأنثى.
وكونه شاع
وانتشر في بعض البلاد فلا يدل على مشروعيته ولو لم ينكره من كان حولهم من العلماء؛
لأن كلمة "تبارك" مختصة بالله سبحانه وتعالى ولا يجوز إطلاقها على غيره.
قال ابن قيم الجوزية :"البركة نوعان :
-
الــنـــوع الأول : بركة
هي فعله تبارك وتعالى والفعل منها بارك.
-
الـــنــــوع الثاني : بركة
تضاف إليه إضافة الرحمة والعزة والفعل منها تبارك .
ولهذا لا يقال
لغيره ذلك ولا يصلح إلا له عزَّ وجل فهو سبحانه المبارك وعبده ورسوله كما قال المسيح
عليه السلام: âوَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُá فمن بارك الله فيه وعليه فهو
المبارك.
وأما
صفته تبارك فمختصة به تعالى كما أطلقها على نفسه بقوله: âتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَá
وقد
اطردت في القرآن جارية عليه مختصة به لا تطلق على غيره.
وتبارك دال على
كمال بركته وعظمها وسعتها.
وهذا معنى قول
من قال من السلف :"تبارك تعاظم"
وتبارك لا يصح
أن يكون معناها بارك في غيره؛ فمن فسر تبارك بمعنى ألقى البركة وبارك في غيره لم يصب
معناها وإن كان هذا من لوازم كونه متباركًا.
فالبركة كلها له
تعالى ومنه فهو المبارك ومن ألقى عليه بركته فهو المبارك"
انتهى باختصار
وتصرف يسير من بدائع الفوائد (2/185-187).
كتبه :
أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول