سألني صديقي
للشيخ الفاضل أحمد بازمول حفظه الله
سألني صديقي : هل أنت تقول : أن خبر الثقة لا يقبل حتى يُتأكد بأنه ليس من باب الحسد أو كلام الأقران أو لعداوة ظاهرة أو لأمر يلوح كقرينة، لا أنه يُرَد لكنه يتأنى ولا يستعجل حتى يطمئن ؟
فقلت له : لم أقل هذا الكلام، بل أنا أسير في هذا الباب على القاعدة السلفية في قبول خبر الثقة وعدم رده إلا بحجة وبينة .
فقال لي صديقي : هناك صوتية لأبي مصعب مجدي حفالة الليبي؛ ينسب لك فيها أنك تقول هذا الكلام ؟!
فقلت له : بفضل الله تعالى أنا لم أقل هذا الكلام أبداً ولعله أخطأ في نسبة هذا القول لي !
ثم طلبت من صديقي الصوتية وسمعتها وتعجبت مما ذكره فيها بأسلوب غريب عجيب وسوف أكتب بياناً أعلق فيه على كلام أبي مصعب الليبي عفا الله عني وعنه وأبين وجه تعجبي وغرابة أسلوبه في الكلام !
وقد ذَكَّرني هذا الأمر بما نسب إليَّ كذب وزرواً من أنني قلت بأشياء أو فعلت أشياء مخالفة لمنهج السلف وأنا والله لم أقع فيها !
والأعجب والأغرب أن تترتب الأحكام علي بالتبديع أو التحذير أو الوصف لي بالفتنة بمثل هذه الأمور المنسوبة لي كذباً وزوراً .
وما علة ذلك إلا الاعتماد على غير الثقة أو ظن من ليس ثقة بأنه ثقة أو هوى في النفس أو بيعاً للذمم نسأل الله العفو والعافية .
وهنا أنبه على مسألة دقيقة : ألا وهي أن السلفي إذا أخطأ غير متعمد للمخالفة ومحتالا على الحق وتلبيسه بالباطل لا يعامل كالمبتدع يهجر ويحذر منه وتجمع أخطاؤه لإسقاطه ولا تطلب منه التوبة ويستتاب كالمبتدع بل يطلب منه رد الخطأ الذي وقع منه والرجوع للحق .
فمعاملة السلفي الذي أخطأ كالمبتدع ؛ هو منهج الحدادية كما قرره أهل العلم !
فكم عانى السلفيون من نسبة أخطاء لهم لم يقعوا فيها؛ فترتب عليها الطعن والهجر والتحذير .
ويصدق عليهم كلام الإمام ربيع بن هادي المدخلي : قال الشيخ ربيع المدخلي:
" نشأ أناس ﻻيفهمون السلفية على وجهها، يزعم أحدهم أنه سلفي، ثم ﻻتراه إﻻ وهو يقطع أوصال السلفية لسوء سلوكه وسوء منهجه "
[المجموع 90/14]
وبهذه المناسبة أذكر بعض الأمور التي يروجها بعض الناس عني لأجل الطعن علي بها فمن ذلك :
ما نسب إلي أنني كتبت رداً أو أجهز رداً على الشيخ السلفي علي ناصر فقيهي -حفظه الله -وهذا والله ما خطر ببالي فضلاً عن أن أتكلم به أو أكتب شيئاً .
فالله حسيب من يروج هذا عني .
ومما نسب إليَّ أنني تكلمت في أبي صلاح الأفغاني وحذرت منه، وهذا لم يحصل مني .
فالله حسيب من يروج هذا عني .
ومما نسب إليَّ أنني أحدثت مشاكل في أمريكا بكلامي في بعض مشاكلهم !!!
وهذا والله كذب وافتراء وروجه وأشاعه رجل أمريكي يدعى طاهر وايت وساعده آخر اسمه علي ديفس .
فعلاقتي بالإخوة السلفيين بأمريكا كانت مبنية على أساس علمي سلفي بفضل الله تعالى فقد كنت أدرسهم ما يتعلق بالعقيدة والمنهج وأبين لهم الحلال من الحرام في المسائل الفقيهة التي عندي علم فيها .
والأسئلة المتعلقة بمشاكلهم كنت أعرضها غالباً على شيخنا الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى وغيره من المشايخ وانقل لهم نص الفتوى عن الشيخ منسوبة له فأقول يقول لكم الشيخ الفلاني ما حصل كذا اعملوا كذا وكذا وما كنت والله أتدخل فيها وأتكلم فيها كما يفعل بعض المتعالمين الأغمار اليوم .
والأخوة الأمريكان يشهدون لي بذلك ويبرؤون ساحتي مما نسب إليَّ ظلماً وزوراً جزاهم الله خيراً وعلي رأسهم الأخ داوود أديب حفظه الله.
وقد قام الأخ داوود جزاه الله خيرا بكشف حقيقة الأمر وبنفي التهم الباطلة والافتراءات الكاذبة فلعل من نشرها يرجع ويتحلل قبل أن يكون القصاص بالحسنات والسيئات .
وكذا غيرها من الافتراءات التي نسبت إليَّ كذباً وزوراً فالله حسيب من يروجها ويطعن بها علي ظلماً وبهتاناً .
علما بأني أسير على القاعدة السلفية بوجوب الرجوع عن الخطأ وعدم التمادي في الباطل بلا مكابرة ولا معاندة
وأحب أن أنبه إلى مسألة دقيقة : وهي أن البعض قد ينسب إليَّ خطأ مسألة ما ويطالبني بالتوبة منها والرجوع عنها وهي لم تثبت علي !!
فأقول لهؤلاء كما يقول أهل العلم : اثبت العرش ثم انقش عليه .
ولا شك أن اتهام الأبرياء بما ليس فيهم وتبديعهم به مسلك حدادي ليس بسلفي ؛فالحدادية هم الذين كانوا يفتنون السلفيين ويفترون عليهم بمسائل ينسبونها لهم كذباً وزوراً ويطالبونهم بالرجوع عنها فإن لم يتراجعوا بدعوهم وضللوهم وحذروا منهم .
عود على بدء :
وهذه المسألة التي ذكرها أبو مصعب مجدي حفالة الليبي لا شك عندي فيها أني لم أقل بها يوماً من الدهر بفضل الله تعالى !
بل دائما أبين فساد مثل هذا الكلام الذ قاله أبو مصعب غفر الله له
آهٍ يا صديقي ماذا أقول إلا كما قال بعض أهل العلم كان من سبق يعتذر عن الجهل واليوم نحن نعتذر عن العلم لسوء فهم أو سوء قصد أو جهل بعض أهل العصر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
كتبه
أحمد بن عمر بازمول
الأربعاء 7 رمضان 1436هجري