إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل
فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده
ورسوله .
إن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي
هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله
تعالى، وهي وصية الله للأولين والآخرين .
عباد الله يقول الله تعالى{فِي بُيُوتٍ
أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا
بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال -رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ
ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا
تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ
أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ
يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
فالمساجد بيوت الله بنيت للصلاة وقراءة
القرآن وذكر الله
وإن مما يلاحظ على بعض المصلين هدانا
الله وإياهم أنهم يلتهون بالجوال بقراءة الرسائل أو الكلام مع الآخرين أو مشاهدة
مقاطع فيضيعون ويفوتون على أنفسهم الأجر العظيم في قراءة القرآن قال ﷺ :"من
قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنةُ بعشر أمثالها، لا أَقول {ألم} حرف،
ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف".
و قال ﷺ :"أفلا يغدو أحدكم إلى
المسجد فَيَعْلَم - أو فيقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل؛ خيرٌ له من ناقتين، وثلاث
خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل؟!"..
وقال ﷺ :"اقروا القرآن؛ فإنه يأتي
يوم القيامة شفيعاً لأصحابه"
واحذر يا عبد الله أن تشاهد في بيت الله
المقاطع المحتوية على النساء العاريات أو على الموسيقى فإن هذا لا يجوز ويحرم فعل
ذلك في خارج المسجد فكيف تفعله في بيوت الله
وللأسف بعض الناس قد يشاهد ويرفع الصوت
بالجوال ويزعج المصلين أو من يقرأ القرآن
ومن الخطأ أن بعض المصلين يبقى الصوت
الصادر من الجوال إذا كان أذان أو دعاء أو قراءة آية مزعجا للمصلين فإن هذا لا
يجوز
فعن أبي سعيد، قال: اعتكف رسول الله ﷺ في
المسجد، فسمعهم يجهرونَ بالقراءة، فكَشَفَ السترَ فقال: "ألا إنَ كُلَّكم
مُناجِ ربَّه، فلا يُؤذِيَنَّ بعضُكم بعضاً، ولا يَرْفَعْ بعضُكم على بعضٍ في
القراءة".
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه
ويرضاه ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة
الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على المبعوث رحمة للعالمين .
عباد الله :
المساجد بنيت لذكر الله فلا يجوز فيها
الشراء والبيع ولو عن طريق الجوال كما نشاهد بعض الناس حين يكلم بالجوال فيطلب
شراء شيئا أو يشتغل ببيع شيء
قَالَ ﷺ :"إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ
يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا لَا أَرْبَحَ اللَّهُ
تِجَارَتَكَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَنْشُدُ فِيهِ ضَالَّةً فَقُولُوا لَا رَدَّ
اللَّهُ عَلَيْكَ".
وعن بُريدةَ رضي الله عنه: أن رجلاً نَشَد
في المسجد، فقال: مَن دعا إلى الجملِ الأحمرِ؟ فقال رسولُ الله ﷺ :"لا وجدتَ،
إنما بُنيَتِ المساجدُ لما بُنِيتْ له".
أي
بنيت المساجد لذكر الله والصلاة لا لأمور الدنيا والملهيات
ومما لا يجوز فعله في المساجد شحن
الجوال في المساجد وقد صدرت فتاوى العلماء بمنع ذلك لأن المسجد وقف فلا يجوز
استعمال الوقف في غير ما خصص له
ووزارة الشؤون الإسلامية لم تأذن بذلك
فعلى المسلم أن يتحرى الحلال ويجتنب الحرام
واجتنب أيها المصلي أن تدخل المسجد ورائحة
الدخان تفوح منك فتؤذي المصلين بل حتى الملائكة قال ﷺ :" مَن أكل البصلَ
والثومَ والكُرّاثَ فلا يقربَنَّ مسجِدنا، فإنَّ الملائكةَ تتأذّى مما يَتأذَى منه
بنو آدمَ".
فحافظوا على هذه النعمة ، وعظموا بيوت ربنا
حق التعظيم وتأدبوا بآداب المسجد.
عباد الله
إِنَّ اللَّهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا![]()
اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما
صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم
إنك حميد مجيد
وأرض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر
وعمر وعثمان وعلي وعن جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعنا معهم بمنك وكرمك
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة
حسنة وقنا عذاب النار
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
اللهم وفق ولي أمرنا الملك سلمان بن عبد
العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لما تحبه وترضاه اللهم أصلح بهما البلاد والعباد واحفظهما من كل
سوء اللهم أيدهما بتأييدك ووفقهما
بتوفيقك وأعز بهما الإسلام والمسلمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين .