سلسلة_احذر_يا_عبدالله_من_حقوق_عباد_الله_1 احذر يا عبد الله أن تشابه أهل الكتاب في مطلهم ومماطلتهم في رد حقوق العباد

 


قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :"لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ"([1]). قال الحافظ :"أي لا ينبغي لنا معشر المؤمنين أن نتصف بصفة ذميمة"([2])، أو "أَن نفعل فعلا يضْرب لَهُ بِسَبَبِهِ مثل السوء"([3]). "فكل مثل سوء في المعاملات فإن الإسلام بريء منه؛ لأن ديننا كامل تام من كل وجه"([4]).

قال تعالى âوَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًاá.

قال ابن كثير :"يُخْبِرُ تَعَالَى عَنِ الْيَهُودِ بِأَنَّ فِيهِمُ الْخَوَنَةَ، وَيُحَذِّرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الِاغْتِرَارِ بِهِمْ، فَإِنَّ مِنْهُمْ âمَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍá أَيْ: مِنَ الْمَالِ âيُؤَدِّهِ إِلَيْكَá أَيْ: وَمَا دُونَهُ بِطَرِيقِ الْأُولَى أَنْ يُؤَدِّيَهُ إِلَيْكَ âوَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًاá أَيْ: بِالْمُطَالَبَةِ وَالْمُلَازَمَةِ وَالْإِلْحَاحِ فِي اسْتِخْلَاصِ حَقِّكَ، وَإِذَا كَانَ هَذَا صَنِيعُهُ فِي الدِّينَارِ فَمَا فَوْقَهُ أُولَى أَلَّا يُؤَدِّيَهُ"([5]).

وقال السعدي :"يخبر تعالى عن حال أهل الكتاب في الوفاء والخيانة في الأموال، لما ذكر خيانتهم في الدين ومكرهم وكتمهم الحق، فأخبر أن منهم الخائن والأمين، وأن منهم âمن إن تأمنه بقنطارá وهو المال الكثير âيؤدهá وهو على أداء ما دونه من باب أولى، ومنهم âمن إن تأمنه بدينار لا يؤده إليكá وهو على عدم أداء ما فوقه من باب أولى وأحرى"([6]).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :"جنس المسلمين خير من جنس أهل الكتابين، وإن كان قد يوجد في أهل الكتاب من له عقل وصدق وأمانة لا توجد في كثير من المنتسبين إلى الإسلام. كما قال تعالىâ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًاá. وهم يعلمون مع هذا أن كل من كان مؤمنًا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم باطنًا وظاهرًا، على الوجه الذي يرضاه الله، فهو خير من كل كتابي"([7]).

فلا يجوز للمسلم أن يماطل في حقوق الناس! فكيف إذا كان يتظاهر بالصلاح والخوف من الله، وهو من طلاب العلم !! وهو يتلاعب بحقوق الناس ويضيع أموالهم !!!؟؟؟

 



([1]) أخرجه البخاري في الصحيح (3/164رقم2622) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

([2]) فتح الباري (5/235).

([3]) انظر: حاشية السندي على سنن النسائي (6/267).

([4]) انظر: فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام لابن عثيمين (4/303).

([5]) التفسير (2/60).

([6]) تيسير الكريم الرحمن (135).

([7]) درء تعارض العقل والنقل (9/211).