جواب : عن معنى حديث : لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ 1



بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .


أما بعد


فقد ورد إلي سؤال : عن حديث أبي هريرة :"لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ".


ما معنى يتغيظ ؟


فكان الجواب :


الحديث أخرجه أبو طاهر المخلص وتمام في الفوائد (1/311رقم778) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ ولكن تعوذوا بالله عز وجل من شره".


وصححه مرفوعاً الدوسري في الروض البسام .


وصححه الألباني في الصحيحة المجلد الخامس لكن ليس عنده لفظة (يتغيظ) .


واختلف في إسناده فأوقفه بعض الرواة :


أخرجه ابن معين في الجزء الثاني من ( الفوائد ) (120رقم29) عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ ولكن تعوذوا بالله من شره".


وصحح إسناده موقوفاً محقق فوائد ابن معين .


ورجح الدارقطني في العلل (10/146) كونه موقوفاً حيث :سئل عن حديث أبي صالح عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الشيطان وتعوذوا بالله من شره".


فقال : يرويه الأعمش واختلف عنه :


فرواه أبو صالح الحراني عبد الغفار بن داود بن عيسى بن يونس عن الأعمش مرفوعاً .


وغيره لا يرفعه وهو الصحيح".


وبالجملة ولو كان الموقوف هو الصواب فهذا لا يعل المرفوع ؛ لأنه في حكمه .


وقوله (يتغيظ) هكذا في الأصول المخطوطة ، لكن جاء في نسخة (يغتبط) كما في حاشية محقق الفوائد لابن معين .


وقوله (يغتبط) هي المرادة ؛ لأن المعنى لا تجعلوا الشيطان يفرح ويتعاظم .


وهذا ما رواه رجل كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته فقلت تعس الشيطان ! فقال صلى الله عليه وسلم : لا تقل تعس الشيطان ؛ فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ، ويقول : بقوتي ! ولكن قل : بسم الله ؛ فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب".


أخرجه أحمد في المسند (5/59 ، 71) وأبو داود في السنن (رقم4982) وقوى إسناده ابن كثير في التفسير (4/576) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (ص746)


والله أعلم


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .