لا تغتر يا عبد الله بعفو الله فترتكب المحرمات وتترك الواجبات

 

لا تغتر يا عبد الله بعفو الله

فترتكب المحرمات وتترك الواجبات

 

قال ابن قيم الجوزية في الداء والدواء (28-35)

:"كَثِيرٌ مِنَ الْجُهَّالِ اعْتَمَدُوا عَلَى رَحْمَةِ اللَّهِ وَعَفْوِهِ وَكَرَمِهِ، وَضَيَّعُوا أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ، وَنَسُوا أَنَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ، وَأَنَّهُ لَا يُرَدُّ بِأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ، وَمَنِ اعْتَمَدَ عَلَى الْعَفْوِ مَعَ الْإِصْرَارِ عَلَى الذَّنْبِ فَهُوَ كَالْمُعَانِدِ. ...

وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ :"يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ فَيَدُورُ فِي النَّارِ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَيَطُوفُ بِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَيَقُولُونَ: يَا فُلَانُ: مَا أَصَابَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنِ الْمُنْكَرِ؟ فَيَقُولُ كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ". ...

وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :"يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ فِي الْجَنَّةِ صَبْغَةً، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ". ...

وَالْأَحَادِيثُ فِي هَذَا الْبَابِ أَضْعَافُ أَضْعَافِ مَا ذَكَرْنَا، فَلَا يَنْبَغِي لِمَنْ نَصَحَ نَفْسَهُ أَنْ يَتَعَامَى عَنْهَا، وَيُرْسِلَ نَفْسَهُ فِي الْمَعَاصِي، وَيَتَعَلَّقَ بِحُسْنِ الرَّجَاءِ وَحُسْنِ الظَّنِّ. ...

وَرُبَّمَا اتَّكَلَ بَعْضُ الْمُغْتَرِّينَ عَلَى مَا يَرَى مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَأَنَّهُ لَا يُغَيِّرُ مَا بِهِ، وَيَظُنُّ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ مَحَبَّةِ اللَّهِ لَهُ، وَأَنَّهُ يُعْطِيهِ فِي الْآخِرَةِ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَهَذَا مِنَ الْغُرُورِ. ...

وَقَدْ رَدَّ سُبْحَانَهُ عَلَى مَنْ يَظُنُّ هَذَا الظَّنَّ بِقَوْلِهِ: âفَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي - وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي - كَلَّاá أَيْ لَيْسَ كُلُّ مَنْ نَعَّمْتُهُ وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ رِزْقَهُ أَكُونُ قَدْ أَكْرَمْتُهُ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنِ ابْتَلَيْتُهُ وَضَيَّقْتُ عَلَيْهِ رِزْقَهُ أَكُونُ قَدْ أَهَنْتُهُ، بَلْ أَبْتَلِي هَذَا بِالنِّعَمِ، وَأُكْرِمُ هَذَا بِالِابْتِلَاءِ.

وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ:

-    رُبَّ مُسْتَدْرَجٍ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ.

-    وَرُبَّ مَغْرُورٍ بِسَتْرِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ.

-    وَرُبَّ مَفْتُونٍ بِثَنَاءِ النَّاسِ عَلَيْهِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ".

إعداد :

أد . أحمد بن عمر بن سالم بازمول

الاثنين 3 جمادى الآخرة 1447هجري

أيتها المرأة المسلمة احذري من التعري وكشف جسدك حتى لا تعاقبي بعدم دخول الجنة ولا يلحقك اللعن

 

أيتها المرأة المسلمة

احذري من التعري وكشف جسدك

حتى لا تعاقبي بعدم دخول الجنة

ولا يلحقك اللعن

 

إعداد

أد . أحمد بن عمر بن سالم بازمول

الأحد

2 جمادى الآخرة 1447هجري

 

 

 


 

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال :"يَا رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ".

أخرجه البخاري في الصحيح (2/49رقم1126).

 

وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ  :"صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُؤوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا".

أخرجه مسلم في الصحيح (3/1680رقم2128).  

 

وعن عَبْداللَّهِ بْن عَمْرٍو رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :"سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ  يَرْكَبُونَ عَلَى سُرُوجٍ، كَأَشْبَاهِ الرِّحَالِ، يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ، الْعَنُوهُنَّ، فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ، لَوْ كَانَتْ وَرَاءَكُمْ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَخَدَمْنَ نِسَاؤُكُمْ نِسَاءَهُمْ، كَمَا يَخْدِمْنَكُمْ نِسَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ".

أخرجه الإمام أحمد في المسند (11/654رقم7083).

وحسنه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (6/411-418رقم2683).

قوله ﷺ :"كاسيات عاريات"

قال العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله في مجموع الفتاوى (9/427) :"هذا وعيد عظيم ... النساء الكاسيات العاريات هن اللاتي يلبسن كسوة لا تسترهن إما لقصرها وإما لرقتها، فهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة، مثل أن يكشفن رؤوسهن أو صدورهن أو سيقانهن أو غير ذلك من أبدانهن، وكل هذا نوع من العري، فالواجب تقوى الله".

وقال أيضًا رحمه الله في التبرج (16-17)

:"هذا تحذير شديد من التبرج والسفور. ولبس الرقيق والقصير من الثياب، والميل عن الحق والعفة، وإمالة الناس إلى الباطل ... ووعيد لمن فعل ذلك بحرمان دخول الجنة. نسأل الله العافية من ذلك".

وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في اللقاء الشهري (20/18)

:"لا يجوز للمرأة أن تلبس إلا ثيابًا فضفاضة واسعة سابغة.

ولا يحل أن تلبس لباسًا ضيقًا، ولا أن تلبس لباسًا يكشف صدرها حتى ربما يخرج بعض أثدائها ولا يحل للمرأة أن تلبس بنطلونًا، كما بدأ ينتشر بين النساء البنطلون لا يصح إلا مع الزوج خاصة، وبشرط أن يكون هذا البنطلون ليس على تفصيل بنطلونات الرجال.

وإني أحذر النساء من الانزلاق في هذه الملابس التي تؤدي إلى الفتنة، أو إلى التشبه بنساء كافرات، وأقول: اتقين الله في أنفسكن، واتقين الله في ذريتكن، واتقين الله في مجتمعكن؛ لأن العقوبة إذا نزلت فليست خاصة بل تعم ...

وهذه الألبسة الضيقة أو القصيرة أو المفتوحة أو الرهيفة تدخل في عموم قوله "كاسيات عاريات" كما نص على ذلك أهل العلم، فأحذر أخواتنا من هذه الألبسة، وأقول: عليكن بهدي السلف الصالح".

وقال أيضًا رحمه الله في شرح رياض الصالحين (6/373-375)

:"قيل كاسيات عاريات أي عليهن كسوة حسية لكن لا تستر إما لضيقها وإما لخفتها تكون رقيقة ما تستر وإما لقصرها كل هذا يقال للمرأة التي تلبس ذلك إنها كاسية عارية ...".


 

وقوله ﷺ :"لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها"

قال العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله في مجموع الفتاوى (6/356)

:"هذا وعيد شديد، ولا يلزم من ذلك كفرهن ولا خلودهن في النار كسائر المعاصي، إذا متن على الإسلام، بل هن وغيرهن من أهل المعاصي كلهم متوعدون بالنار على معاصيهم، ولكنهم تحت مشيئة الله إن شاء سبحانه عفا عنهم وغفر لهم وإن شاء عذبهم، كما قال عز وجل في سورة النساء في موضعين: âإِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُá".

وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (6/373-375)

نعوذ بالله يعني لا يدخلن الجنة ولا يقربنها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا من مسيرة سبعين عامًا أو أكثر ومع ذلك لا تقرب هذه المرأة الجنة - والعياذ بالله - لأنها خرجت عن الصراط فهي كاسية عارية مميلة مائلة على رأسها ما يدعو إلى الفتنة والزينة.

وفي هذا دليل على تحريم هذا النوع من اللباس؛ لأنه توعد عليه بالحرمان من الجنة وهذا يدل على أنه من الكبائر".

 

معادة أهل الحق خسارة

 

احْذَرْ : مُعَادَاةِ أَهْلِ الْحَقِ ؛ فَإنَّها خَسَارَةٌ

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :"إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ".

أخرجه البخاري في الصحيح (8/105رقم6502)

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في الفوائد (74)

:"اجْتَنِبْ مَنْ يُعَادِي أَهْلَ الْكتابِ وَالسّنةِ ؛ لِئَلَّا يُعْدِيك خُسْرَانهُ".

كتبه

أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول

خطبة عن آداب المساجد 2

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

إن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، وهي وصية الله للأولين والآخرين .

عباد الله يقول الله تعالى{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال -رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

فالمساجد بيوت الله بنيت للصلاة وقراءة القرآن وذكر الله

وإن مما يلاحظ على بعض المصلين هدانا الله وإياهم أنهم يلتهون بالجوال بقراءة الرسائل أو الكلام مع الآخرين أو مشاهدة مقاطع فيضيعون ويفوتون على أنفسهم الأجر العظيم في قراءة القرآن قال ﷺ :"من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنةُ بعشر أمثالها، لا أَقول {ألم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف".

و قال ﷺ :"أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فَيَعْلَم - أو فيقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل؛ خيرٌ له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل؟!"..

وقال ﷺ :"اقروا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه"

واحذر يا عبد الله أن تشاهد في بيت الله المقاطع المحتوية على النساء العاريات أو على الموسيقى فإن هذا لا يجوز ويحرم فعل ذلك في خارج المسجد فكيف تفعله في بيوت الله

وللأسف بعض الناس قد يشاهد ويرفع الصوت بالجوال ويزعج المصلين أو من يقرأ القرآن

ومن الخطأ أن بعض المصلين يبقى الصوت الصادر من الجوال إذا كان أذان أو دعاء أو قراءة آية مزعجا للمصلين فإن هذا لا يجوز

فعن أبي سعيد، قال: اعتكف رسول الله ﷺ في المسجد، فسمعهم يجهرونَ بالقراءة، فكَشَفَ السترَ فقال: "ألا إنَ كُلَّكم مُناجِ ربَّه، فلا يُؤذِيَنَّ بعضُكم بعضاً، ولا يَرْفَعْ بعضُكم على بعضٍ في القراءة".

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين .

عباد الله :

المساجد بنيت لذكر الله فلا يجوز فيها الشراء والبيع ولو عن طريق الجوال كما نشاهد بعض الناس حين يكلم بالجوال فيطلب شراء شيئا أو يشتغل ببيع شيء

قَالَ ﷺ :"إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا لَا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَنْشُدُ فِيهِ ضَالَّةً فَقُولُوا لَا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْكَ".

وعن بُريدةَ رضي الله عنه: أن رجلاً نَشَد في المسجد، فقال: مَن دعا إلى الجملِ الأحمرِ؟ فقال رسولُ الله ﷺ :"لا وجدتَ، إنما بُنيَتِ المساجدُ لما بُنِيتْ له".

أي بنيت المساجد لذكر الله والصلاة لا لأمور الدنيا والملهيات

          ومما لا يجوز فعله في المساجد شحن الجوال في المساجد وقد صدرت فتاوى العلماء بمنع ذلك لأن المسجد وقف فلا يجوز استعمال الوقف في غير ما خصص له

          ووزارة الشؤون الإسلامية لم تأذن بذلك فعلى المسلم أن يتحرى الحلال ويجتنب الحرام

واجتنب أيها المصلي أن تدخل المسجد ورائحة الدخان تفوح منك فتؤذي المصلين بل حتى الملائكة قال ﷺ :" مَن أكل البصلَ والثومَ والكُرّاثَ فلا يقربَنَّ مسجِدنا، فإنَّ الملائكةَ تتأذّى مما يَتأذَى منه بنو آدمَ".

فحافظوا على هذه النعمة ، وعظموا بيوت ربنا حق التعظيم وتأدبوا بآداب المسجد.

عباد الله إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد

وأرض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعنا معهم بمنك وكرمك

اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

اللهم وفق ولي أمرنا الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لما تحبه وترضاه  اللهم أصلح بهما البلاد والعباد واحفظهما من كل سوء   اللهم أيدهما بتأييدك ووفقهما بتوفيقك وأعز بهما الإسلام والمسلمين

وصلى الله وسلم على نبينا محمد   والحمد لله رب العالمين .

حديث ضعيف مشتهر في مواقع التواصل في الاستجارة من النار والكفر والفقر مع ذكر حديث ثابت يغني عنه

 

حديث ضعيف مشتهر في مواقع التواصل

في الاستجارة من النار والكفر والفقر

مع ذكر حديث ثابت يغني عنه

 

عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: سَمِعَنِي أَبِي؛ أَبُو بَكْرَةَ، وَأَنَا أَدْعُو "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَأَمْرِكَ الْعَظِيمِ أَنْ تُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ وَالْكُفْرِ وَالْفَقْرِ". فَقَالَ: يَا بُنَيَّ مَنْ عَلَّمَكَ هَذَا ؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُهُ مِنْكَ.

قَالَ: الْزَمْهُ يَا بُنَيَّ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَدْعُو بِهِ".

أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين (1/339).

وإسناده ضعيف .

ويغني عنه :

ما رواه مُسْلِم بْن أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ :"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ". فَكُنْتُ أَقُولُهُنَّ، فَقَالَ أَبِي: أَيْ بُنَيَّ، عَمَّنْ أَخَذْتَ هَذَا ؟ قُلْتُ عَنْكَ .

قَالَ :"إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَقُولُهُنَّ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ".

أخرجه النسائي في السنن (3/73رقم1347).

وصحح إسناده الألباني في صحيح سنن النسائي (رقم1347).

كتبه :

أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول

سؤال وجواب حول مشروعية الدعاء لولي الأمر بـــ : حفظه الله

 

 

 

سؤال وجواب

حول مشروعية الدعاء لولي الأمر

بـــ: حفظه الله

 

إعداد

أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول

 


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد

فقد سئلت هل يشرع الدعاء لولي الأمر بـ "حفظه الله" ؛ لأن بعض الناس يقول :"لا يُقال: حفظه الله، وإنما يُقال في الدعاء لولي الأمر : هداه الله أو أصلحه الله" ؛ معللًا ذلك بما عليه حال كثير من الولاة في زماننا من تقصير وظلم ؟

الجواب :

نعم يشرع الدعاء لولي الأمر بـ "حفظه الله"، ولا مانع شرعي من ذلك، فالحفظ يكون في الأمور الدنيوية، والأمور الدينية.

فالداعي لولي الأمر بـ "حفظه الله" يشمل حفظه في أمور دنياه وأمور دينه.

قال الحافظ ابن رجب :"حِفْظُ اللَّهِ لِعَبْدِهِ يَدْخُلُ فِيهِ نَوْعَانِ :

أَحَدُهُمَا: حِفْظُهُ لَهُ فِي مَصَالِحِ دُنْيَاهُ، كَحِفْظِهِ فِي بَدَنِهِ وَوَلَدِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ ...

النَّوْعُ الثَّانِي مِنَ الْحِفْظِ، وَهُوَ أَشْرَفُ النَّوْعَيْنِ: حِفْظُ اللَّهِ لِلْعَبْدِ فِي دِينِهِ وَإِيمَانِهِ، فَيَحْفَظُهُ فِي حَيَاتِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ الْمُضِلَّةِ، وَمِنَ الشَّهَوَاتِ الْمُحَرَّمَةِ، وَيَحْفَظُ عَلَيْهِ دِينَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَيَتَوَفَّاهُ عَلَى الْإِيمَانِ"([1]).

واعلم أن الدعاء لولي الأمر من النصيحة، والنصيحة لولي الأمر من أهم أمور الدين فعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ :"الدِّينُ النَّصِيحَةُ". قُلْنَا : لِمَنْ ؟ قَالَ ﷺ :"لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ"([2]).

وإنَّ من لوازم النصيحـة لولي الأمر حبـه وطاعتـه والدعاء له قال الحافظ ابن رجب : "النصيحة لأئمة المسلمين حب صلاحهم ورشدهم وعدلهم وحب اجتماع الأمة عليهم وكراهة افتراق الأمة عليهم والتدين بطاعتهم في طاعة الله عز وجل والبغض لمن رأى الخروج عليهم وحب إعزازهم في طاعة الله عز وجل"([3]).

وقال ابن باز :" من مقتضى البيعة النصح لولي الأمر ومن النصح الدعاء له بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة"([4]).

وقد كان السلف يحرصون على الدعاء لولي الأمر ويحثون عليه يدعون له بالصلاح والخير قال الفضيل بن عياض :"لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام .

قيل : وكيف ذلك يا أبا علي ؟

فقال الفضيل : متى صيرتها في نفسي لم تجزني ، ومتى صيرتها في الإمام - يعني : عمَّت - فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد ".

قيل : وكيف ذلك يا أبا علي ؟

قال : أما صلاح البلاد : فإذا أمن الناس ظلم الإمام ، عمروا الخراب ، ونزلوا الأرض . وأما العباد : فينظر إلى قوم من أهل الجهل فيقول : قد شغلني طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم ، من تعلم القرآن وغيره ، فيجمعهم في دار : خمسين خمسين ، أو أقل أو أكثر يقول للرجل : لك ما يصلحك ، وعلم هؤلاء أمر دينهم ، وانظر ما أخرج الله من فيئهم مما تزكى الأرض فرده عليهم .

قال : فكذا صلاح العباد والبلاد"([5]).

وقال البربهاري :" أمرنا أن ندعو  لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعو عليهم وإن ظلموا وجاروا ؛ لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين"([6]).

وقال الصابوني :"يرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح وبسط العدل في الرعية"([7]).

وقال السعدي في الملوك :"كم لهم من الآثار الخيرية فحقهم عظيم على جميع الرعية ، عليهم النصح لهم في كل ما يقدرون على نصحهم ، وإعانتهم على مهماتهم واعتقاد ولايتهم ، وحثُّ الناس على لزوم طاعتهم وإرشادهم إلى كل خير وصلاح وتحذيرهم عن كل شر وضرر في الدين والدنيا على وجه الرفق واللين والدعاء لله بصلاحهم فإن الدعاء لهم دعاء للرعية كلها كما أن إرشادهم إلى مصلحة ومشروع خيري نافع شامل"([8]).

وكأني بهذا القائل يريد بمنعه الدعاء بـ"حفظه الله" حتى لا يطول عمر ولي الأمر !

 وهذا دليل على جهله أو هواه وقد يكون متصفًا بالأمرين.

فقد بَيَّنَ النبي r أن ولي الأمر راعٍ لنا وأننا رعيته، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ :" كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ "([9]).

وولي الأمر رجل بذل نفسه ووقته لرعاية مصالح أمته وتوفير سبل الراحـة لهم ودفع المخاطر والسوء عنهم بإذن الله تعالى ؛ فتمني موت ولي الأمر فيه سوء أدب معه، وفيه الإساءة لمن أحسن إليك.

قال ابن قيم الجوزية :  عوتب ابن عقيل في تقبيل يد السلطان حين صافحه !

فقال : أرأيتم لو كان والدي فعل ذلك فقبلت يده أكان خطأً أم واقعاً موقعه ؟

قالوا : بلى .

قال : فالأب يربي ولده تربية خاصة ، والسلطان يربي العالم تربية عامة فهو بالإكرام أولى"([10]).

ثم قول هذا القائل :"لا يُقال: حفظه الله" ؛ فهو تحريم لا دليل عليه!

بل هو مخالف لما ورد عن السلف من الدعاء لولي الأمر مطلقًا.

وقول هذا القائل :"وإنما يُقال: هداه الله أو أصلحه الله" ؛ نعم يدعى لولي الأمر بالخير والصلاح والهداية مع الدعاء له بالحفظ.

وهذا القول تحكم بلا مستند شرعي.

وتعليل هذا القائل لقوله بما عليه حال كثير من الولاة في زماننا من تقصير وظلم ؟

فيه اتهام لولي الأمر بالتقصير، وفيه تعظيم جانب المعاصي، وعدم احترام ولي الأمر، فمَنْ أَجَلَّ وأكرم السلطان أكرمه الله يوم القيامة ومن لم يجله أهانه الله يوم القيامة فعَنْ زِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ كُنْتُ مَعَ أَبِي بَكْرَةَ t تَحْتَ مِنْبَرِ ابْنِ عَامِرٍ وَهُوَ يَخْطُبُ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَقَالَ أَبُو بِلَالٍ :"انْظُرُوا إِلَى أَمِيرِنَا يَلْبَسُ ثِيَابَ الْفُسَّاقِ".

فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ اسْكُتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ :"مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَهَانَهُ اللَّهُ"([11]).

فتأمل ! كيف أن أبا بكرة t اعتبر الكلام في ولي الأمر والقدح فيه من إهانتـه !!

وقد علق الحافظ الذهبي على هذه القصة بقوله :"أبوبلال هذا خارجي ومن جهله عدَّ ثياب الرجال الرقاق لباس الفساق"([12]).

فالطعن في ولي الأمر بسبب المعاصي هو من طريقة الخوارج،  قال شيخ الإسلام ابن تيمية :"إن أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع ؛ فإن النبي ﷺ أمر بقتال الخوارج ونهى عن قتال أئمة الظلم([13]) وقال في الذي يشرب الخمر :" لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله"([14]) وقال في ذي الخويصرة :"يخرج من ضئضىء هذا أقوام يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين"ـ وفي رواية :"من الإسلام ـ كما يمرق السهم من الرمية يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً عند الله لمن قتلهم يوم القيامة"([15]).

ثم إن أهل المعاصي ذنوبهم : فعل بعض ما نهوا عنه من سرقة أو زنا أو شرب خمر أو أكل مال بالباطل    

وأهل البدع ذنوبهم ترك ما أمروا به من اتباع السنة وجماعة المؤمنين"([16]).

ومجموع الأدلة من الآيات القرآنيـة والأحـاديث النبويـة والآثار السلفيـة أفادت "التحذير من مذاهب الخوارج ما فيه بلاغ لمن عصمه الله تعالى عن مذاهب الخوارج ولم يرَ رأيهم ، وصبر على جور الأئمة وحيف الأمراء ولم يخرج عليهم بسيفه وسأل الله تعالى كشف الظلم عنه وعن المسلمين ودعا للولاة بالصلاح وإن أمروه بطاعتهم فأمكنته طاعتهم أطاعهم وإن لم يمكنه اعتذر إليهم وإن أمروه بمعصية لم يطعهم  فمن كان هذا وصفه كان على الصراط المستقيم إن شاء الله"([17]).

والمعاصي دون الشرك تحت المشيئة فقد يغفرها الله !

وقد يكون له أعمال صالحة كثيرة

قال الزبرقان: كنت عند أبي وائل فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساويه .

فقال :"لا تسبه. وما يدريك لعله قال : اللهم اغفر لي فغفر له"([18]).

وعن المسور بن مخرمة t أنه قدم وافداً على معاوية بن أبي سفيان t فقضى حاجته ثم دعاه فاخلاه .

فقال معاوية t : يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة ؟

فقال المسور t : دعنا من هذا . وأحسن فيما قدمنا له .

فقال معاوية t : لا والله لتكلمن بذات نفسك والذي تعيب علي .

فقال المسور t : فلم أترك شيئاً أعيبه عليه إلا بينته له .

فقال معاوية t : لا بريء من الذنب ، فهل تعد يا مسور مالي من الإصلاح في أمر العامة ، فان الحسنة بعشر أمثالها . أم تعد الذنوب وتترك الحسنات ؟

فقال المسور t: لا والله ما نذكر إلا ما ترى من هذه الذنوب.

فقال معاوية t: فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه ، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلكك إن لم يغفرها الله ؟

فقال مسور t : نعم !

فقال معاوية t : فما يجعلك أحق أن ترجو المغفرة مني ؟فوالله لما أَلِي من الإصلاح أكثر مما تلي  ولكن والله لا أخير بين أمرين بين الله وبين غيره إلا اخترت الله تعالى على ما سواه . وإنا على دين يقبل الله فيه العمل ويجزي فيه بالحسنات ويجزي فيه بالذنوب إلا أن يعفو عمن يشاء فأنا احتسب كل حسنة عملتها بأضعافها . وأوازي أموراً عظاماً لا أحصيها ولا تحصيها .

من عمل لله في إقامة صلوات المسلمين والجهاد في سبيل الله عز وجل والحكم بما أنزل الله تعالى والأمور التي لست تحصيها وإن عددتها لك فتفكر في ذلك .

فقال المسور t : فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر لي ما ذكر .

 فلم يسمع المسور بعد ذلك يذكر معاوية إلا استغفر له"([19]).

وقال السعدي :"حقوق الملوك الصالحين لا تعد ولا تحصى فهم وإن كانت لهم سيئات كثيرة فإن لهم حسنات أكثر من غيرهم من الرعية"([20]).

وأخشى أن يكون هذا القائل بمنعه الدعاء لولي الأمر بـ"حفظه الله" متمنيًا موت ولي الأمر داخلًا فيمن يدعو على ولي الأمر بالسوء وهذه علامة أهل البدع، فمن علامات أهل السنة الدعاء لولي الأمر بالخير والصلاح والتوفيق ومن علامات أهل البدع الدعاء على ولي الأمر .

قال البربهاري :"إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى.وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله"([21]).

ومن يمتنع عن الدعاء لولي الأمر بالخير ومنه أن يحفظه الله فقد خطأ قال العلامة ابن باز فيمن يمتنع عن الدعاء لولي الأمر :"هذا من جهله وعدم بصيرته الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات ومن النصيحة لله ولعباده .

والنبي r لما قيل له إِنَّ دَوْسًا عَصَتْ ! قال : اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ"([22]).

يدعو للناس والسلطان أولى مَنْ يُدْعَى له ؛ لأن صلاحه صلاح للأمة فالدعاء له من أهم الدعاء "([23]).

وبهذا يظهر أن الدعاء على ولي الأمر وسبه أمر محرم مخالف لما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم يفضي إلى عدم طاعتهم وإيغار صدر العامة عليهم والطعن في ولي الأمر خطيئة كبيرة وجريمة شنيعة نهى عنها الشرع المطهر وذم فاعلها وهي نواة الخروج على ولاة الأمر الذي هو أصل فساد الدين والدنيا معاً وقد علم أن الوسائل لها أحكام المقاصد فكل نص في تحريم الخروج وذم أهله دليل على تحريم السب وذم فاعله([24]).

قال أنس بن مالك t :"نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله r  قالوا :" لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب"([25]) .

وقال السعدي :"على الناس أن يغضوا عن مساويهم ولا يشتغلوا بسبهم بل يسألون الله لهم التوفيق فإن سب الملوك والأمراء فيه شر كبير وضرر عام وخاص وربما تجد السَّاب لهم لم تحدثه نفسه بنصيحتهم يوماً من الأيام وهذا عنوان الغش للراعي والرعية"([26]).

وتنقص ولي الأمر وسبه ليس علاجاً قال الشيخ ابن باز :"سب الأمراء على المنابر ليس من العلاج ، العلاج الدعاء لهم بالهداية والتوفيق وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة هذا هو العلاج ؛ لأن سبهم لا يزيدهم إلا شراً، لا يزيدهم خيراً، سبهم ليس من المصلحة، ليس من الإسلام"([27]).



([1])  جامع العلوم والحكم (1/465-468).

([2])    أخرجه مسلم في الصحيح (2/48رقم55) .

([3])    جامع العلوم (1/222) .

([4])    المعلوم 20 .

([5])    صحيح : أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/91) وفي فضيلة العادلين (171رقم 48) .

([6])    شرح السنة (114) .

([7])   عقيدة السلف (106رقم143) .

([8])    نور البصائر والألباب (66) .

([9])    أخرجه البخاري في الصحيح (13/111رقم7138) ومسلم في الصحيح (12/294رقم1829) .

([10])  بدائع الفوائد (3/176) .

([11])  حسن : أخرجه أحمد في المسند (5/42) والترمذي في السنن (4/435رقم2224).

والحديث حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي(2/485رقم2224) .

([12])  النبلاء (14/508) .

([13]) أخرجه مسلم في الصحيح (12/338رقم1854).

([14]) أخرجه البخاري في الصحيح (12/75رقم6781).

([15]) أخرجه البخاري في الصحيح (6/376رقم3344) ومسلم في الصحيح (7/226رقم1064).

([16]) المجموع (20/103) .

([17])  الشريعة للآجري (1/371).

([18])  صحيح : أخرجه هناد السري في الزهد (2/464رقم931).

([19])   صحيح : أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/344رقم20717) والخطيب في تاريخه (1/208).

([20])  نور البصائر والألباب (66) .

([21])  شرح السنة (113) .

([22])  أخرجه البخاري في الصحيح (8/101رقم4392) ومسلم في الصحيح (15/115رقم2524).

([23])  المعلوم (21).

([24])  المعاملة (87).

([25])  إسناده جيد : أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (474رقم1015) . وقال الألباني :"إسناده جيد".

([26])  نور البصائر والألباب (66) .

([27])  فتاوى العلماء الأكابر (65) .