سؤال وجواب في التسمية بـ تبارك

 

سؤال وجواب

في حكم تسمية المولود ذكرًا أو أنثى بـــ : "تبارك" !

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين,

أما بعد :

فقد سئلت عن تسمية المولودة بـ تبارك حيث قال السائل : شاع في بلادنا تسمية البنت بـ : تبارك !

فهل التسمية بذلك جائز ؟

الجواب :

لا يجوز التسمية بـ "تبارك" للذكر ولا للأنثى.

وكونه شاع وانتشر في بعض البلاد فلا يدل على مشروعيته ولو لم ينكره من كان حولهم من العلماء؛ لأن كلمة "تبارك" مختصة بالله سبحانه وتعالى ولا يجوز إطلاقها على غيره.

قال ابن قيم الجوزية :"البركة نوعان :

-     الــنـــوع الأول : بركة هي فعله تبارك وتعالى والفعل منها بارك.

-    الـــنــــوع الثاني : بركة تضاف إليه إضافة الرحمة والعزة والفعل منها تبارك .

ولهذا لا يقال لغيره ذلك ولا يصلح إلا له عزَّ وجل فهو سبحانه المبارك وعبده ورسوله كما قال المسيح عليه السلام: âوَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُá فمن بارك الله فيه وعليه فهو المبارك.

وأما صفته تبارك فمختصة به تعالى كما أطلقها على نفسه بقوله: âتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَá

وقد اطردت في القرآن جارية عليه مختصة به لا تطلق على غيره.

وتبارك دال على كمال بركته وعظمها وسعتها.

وهذا معنى قول من قال من السلف :"تبارك تعاظم"

وتبارك لا يصح أن يكون معناها بارك في غيره؛ فمن فسر تبارك بمعنى ألقى البركة وبارك في غيره لم يصب معناها وإن كان هذا من لوازم كونه متباركًا.

فالبركة كلها له تعالى ومنه فهو المبارك ومن ألقى عليه بركته فهو المبارك"

انتهى باختصار وتصرف يسير من بدائع الفوائد (2/185-187).

 

كتبه :

أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول

حديث ضعيف خير يوم طلعت

 

حديث باطل لا أصل له مشتهر في مواقع التواصل

في أن يوم عرفة خير ما طلعت عليه الشمس

مع ذكر حديث ثابت يغني عنه

 

قال النبي ﷺ :"خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَافَقَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ حَجَّةٍ فِي غَيْرِهَا".

هذا حديث باطل لا أصل له؛ قال ابن ناصر الدين الدمشقي في مجلس في فضل يوم عرفة (164) :"هذا حديث باطل لا يصح".

وقال الحافظ في فتح الباري (8/271) :"أَمَّا مَا ذَكَرَهُ رَزِينٌ فِي جَامِعِهِ مَرْفُوعًا :"خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَافَقَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ حَجَّةٍ فِي غَيْرِهَا". فَهُوَ حَدِيثٌ لَا أَعْرِفُ حَالَهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ صَحَابِيَّهُ وَلَا مَنْ أَخْرَجَهُ".

وقال السخاوي في الأجوبة المرضية (3/1127) :"هذا شيء انفرد رزين بإيراده، ولم يذكر صحابيه ولا من خرجه والله أعلم".

ووافقهم العلامة محمد ناصر الدين الألباني، في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (3/341رقم1193)، (7/137رقم3144)، وقال :"باطل لا أصل له".

 

 

ويغني عنه :

ما روته أم المؤمنين عَائِشَةُ رضي الله عنها : أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ  قَالَ :"مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟".

أخرجه مسلم في الصحيح (2/982رقم1348).

تنبيهان :

التنبيه الأول : صح عن النبي ﷺ أن يوم الجمعة خير يوم طلعت فيه الشمس فعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ :"خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا".

أخرجه مسلم في الصحيح (2/585رقم854).

التنبيه الثاني : اشتهر عند العامة أن يوم عرفة لو وافق يوم الجمعة يعدل ثنتين وسبعين حجة؛ قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد (1/65) :"أَمَّا مَا اسْتَفَاضَ عَلَى أَلْسِنَةِ الْعَوَامِّ بِأَنَّهَا تَعْدِلُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ حَجَّةً، فَبَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ".

 

كتبه :

أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول

حديث ضعيف من قال في القرآن برأيه

 

حديث ضعيف مشتهر في مواقع التواصل

في تحريم تفسير القرآن بالرأي

مع ذكر ما يغني عنه

 

1-        عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :"مَنْ قَالَ فِي القُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

أخرجه الترمذي في السنن (5/199رقم2950).

وقال الألباني :"ضعيف".

2-        وعَنْ جُنْدَبِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :"مَنْ قَالَ فِي القُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ فَقَدْ أَخْطَأَ".

أخرجه الترمذي في السنن (5/200رقم2952).

وضعفه الترمذي، فقال :"غريب". وقال الألباني :"ضعيف".

ويغني عنه :

ما رواه عَبْدُاللهِ بْنُ عَمْرِو رضي الله عنهما، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ :"إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا".

أخرجه البخاري في الصحيح (1/31رقم100)، ومسلم في الصحيح (4/2058رقم2673).

 تنبيه مهم :

لعظم الكلام في دين الله، فإن من تكلم فيه بلا علم فهو آثم، ولو أصاب الحق؛ لجرأته وإقدامه على الفتوى بغير حجة ولا برهان !!!

قَالَ تعالى âوَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًاá

قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تيسير الكريم الرحمن (457) :"أي: ولا تتبع ما ليس لك به علم، بل تثبت في كل ما تقوله وتفعله، فلا تظن ذلك يذهب لا لك ولا عليك، âإِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاá فحقيق بالعبد الذي يعرف أنه مسئول عما قاله وفعله وعما استعمل به جوارحه التي خلقها الله لعبادته أن يعد للسؤال جوابًا، وذلك لا يكون إلا باستعمالها بعبودية الله وإخلاص الدين له وكفها عما يكرهه الله تعالى".

قَالَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه :"يَا أَيَّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ، مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ شَيْئًا، فَلْيَقُلْ بِمَا يَعْلَمُ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ: اللهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ: لِمَا لَا يَعْلَمُ: اللهُ أَعْلَمُ".

أخرجه البخاري في الصحيح (6/124رقم4809)، ومسلم في الصحيح (4/2155رقم2798).

وقال مالك بن أنس :" كان رسول الله r إمام المسلمين وسيد العالمين يسأل عن الشيء فلا يجيب حتى يأتيه الوحي من السماء".

أخرجه ابن وهب في كتاب المجالس (2/54-جامع بيان العلم).

وقال الترمذي في السنن (5/200) :"وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ وَغَيْرِهِمْ، أَنَّهُمْ شَدَّدُوا فِي هَذَا فِي أَنْ يُفَسَّرَ القُرْآنُ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَأَمَّا الَّذِي رُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّهُمْ فَسَّرُوا القُرْآنَ، فَلَيْسَ الظَّنُّ بِهِمْ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي القُرْآنِ أَوْ فَسَّرُوهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَوْ مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُمْ مَا يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَا، أَنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (13/371) :"مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَقَدْ تَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ وَسَلَكَ غَيْرَ مَا أُمِرَ بِهِ فَلَوْ أَنَّهُ أَصَابَ الْمَعْنَى فِي نَفْسِ الْأَمْرِ لَكَانَ قَدْ أَخْطَأَ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَأْتِ الْأَمْرُ مِنْ بَابِهِ كَمَنْ حَكَمَ بَيْنَ النَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ وَإِنْ وَافَقَ حُكْمُهُ الصَّوَابَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ؛ لَكِنْ يَكُونُ أَخَفَّ جُرْمًا مِمَّنْ أَخْطَأَ وَاَللَّهُ أَعْلَم".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضًا كما في مجموع الفتاوى (13/243) :"مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ أَوْ الْحَدِيثَ وَتَأَوَّلَهُ عَلَى غَيْرِ التَّفْسِيرِ الْمَعْرُوفِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فَهُوَ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ مُلْحِدٌ فِي آيَاتِ اللَّهِ مُحَرِّفٌ لِلْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَهَذَا فَتْحٌ لِبَابِ الزَّنْدَقَةِ وَالْإِلْحَادِ وَهُوَ مَعْلُومُ الْبُطْلَانِ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ".

 

كتبه :

أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول

 

حديث ضعيف في فضل الموقف والمشعر

 

حديث ضعيف مشتهر في مواقع التواصل

في فضل يوم عرفة والمبيت بمزدلفة

مع ذكر حديث ثابت يغني عنه

والجواب عن إشكالين

 

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : وقفَ النبيُّ ﷺ بـعرفات وقد كادت الشمسُ أن تؤوبَ، فقال :"يا بلال! أَنصِتْ لي الناسَ".

فقام بلال، فقال: أَنْصِتوا لرسولِ الله ﷺ، فأنصتَ الناسُ، فقال :"معاشرَ الناسِ! أَتاني جبرائيل آنفاً، فأقرأني من رَبي السلامَ، وقال: إنَّ الله عز وجل غفرَ لأهلِ عرفاتٍ، وأَهل المَشْعَر، وضَمِنَ عنهم التبعاتِ". فقام عمر بنُ الخطاب فقال: يا رسول الله! هذا لنا خاصة؟ قال :"هذا لكم، ولمن أتى من بعدِكم إلى يوم القيامة". فقال عمر بن الخطاب :"كثرَ خيرٌ الله وطابَ".

أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/196) من طريق شبويه عن ابن المبارك، عن سفيان، عن الزبير بن عدي، عن أنس به.

قال العقيلي :"حديث منكر غير محفوظ".

 

 

ويغني عنه :

ما روته أم المؤمنين عَائِشَةُ رضي الله عنها : أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ  قَالَ :"مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟".

أخرجه مسلم في الصحيح (2/982رقم1348).

 

إشكالان مع الجواب عليهما

فإن قيل : الحديث صححه لغيره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/33رقم1151).

فالجواب : أن الألباني رحمه الله صححه اعتمادًا على الحافظ المنذري والحافظ ابن حجر حيث قال في حاشية صحيح الترغيب والترغيب :"إنما أوردته هنا لجزم المؤلف رحمه الله بنسبته إلى ابن المبارك، وهو إمام من أئمة الحديث، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، ولذلك قال الحافظ ابن حجر: "فإن ثبت سنده إلى ابن المبارك فهو على شرط الصحيح". نقله السيوطي في "اللآلئ" (2/69).

قلت : وظني أنه لو لم يثبت سنده إلى ابن المبارك، ما جزم المؤلف بنسبته إليه كما هو ظاهر.

ومع ذلك فله شواهد خرجتها في "الصحيحة" (1624)، والله تعالى أعلم" انتهى.

قلت : إسناده لم يثبت فراويه عن ابن المبارك شبويه، قال العقيلي :"شبويه المروزي عن ابن المبارك حديث منكر غير محفوظ".

وقد أشار العقيلي إلى وجود اختلاف في لفظه بقوله :"قد روي في هذا المعنى بخلاف هذا اللفظ ...".

وأما الشواهد التي ذكرها العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى فتشهد للمعنى العام من المغفرة للحاج يوم عرفة. وتبقى ألفاظ في الحديث لا تتقوى.

فإن قيل : هل يفيد الحديث – لو صح – أن الثواب يشمل غير الحجاج ؟

فالجواب : أن هذا الفهم غير صحيح وليس في الحديث ما يدل عليه بل الحديث خاص بالحجاج؛ لذا بوب عليه المنذري بقوله :"الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة، وفضل يوم عرفة".

 

كتبه :

أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول

 

حديث ضعيف في العمل للدنيا

 

حديثان ضعيفان مشتهران في مواقع التواصل

العمل في الدنيا

مع ذكر حديث ثابت يغني عنه

 

1-        عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ :"اعْمَلْ عَمَلَ امْرِئٍ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَمُوتَ أَبَدًا، وَاحْذَرْ حَذَرًا يَخْشَى أَنْ يَمُوتَ غَدًا".

أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3/28رقم4744).

وقال الألباني في ضعيف الجامع الصغير (138رقم968)، السلسلة الضعيفة (5/501رقم2480). :"ضعيف".

 قال ﷺ :"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا".

قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة (1/63رقم8) :"لا أصل له مرفوعًا، وإن اشتهر على الألسنة في الأزمنة المتأخرة ... وقد وجدت له أصلًا موقوفًا" ثم ضعف الموقوف.

وقوله "لا أصل له" أي لم يقف له على إسناد؛ ولم يذكره المصنفون في الحديث!

 

تنبيه :  

ليس المراد من الحديث - على ضعفه - العمل للدنيا !!!

قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (1/65) :"هذا السياق ليس نصًا في أن العمل المذكور فيه هو العمل للدنيا، بل الظاهر منه أنه يعني العمل للآخرة، والغرض منه الحض على الاستمرار برفق في العمل الصالح وعدم الانقطاع عنه، فهو كقوله ﷺ  :"أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل". متفق عليه والله أعلم".

ويغني عنه :

ما رواه عَبْدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِمَنْكِبِي، فَقَالَ :"كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ" وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، يَقُولُ :"إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ".

أخرجه البخاري في الصحيح (8/89رقم6416).

 

كتبه :

أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول

حديث ضعيف في هل في الجنة ليل أو نهار

 

حديث ضعيف جدًا مشتهر في مواقع التواصل

هل في الجنة ليل ؟

 

عَنِ الْحَسَنِ وَأَبِي قِلَابَةَ قَالَا قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ فِي الْجَنَّةِ مِنْ لَيْلٍ ؟ فقَالَ ﷺ :"وَمَا هَيَّجَكَ عَلَى هَذَا ؟" قَالَ سَمِعْتُ اللَّهَ تَعَالَى يَذْكُرُ فِي الْكِتَابِ âوَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّاá فقلت: الليل بين البكرة والعشي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :"لَيْسَ هُنَاكَ لَيْلٌ إِنَّمَا هُوَ ضَوْءٌ وَنُورٌ يَرُدُّ الْغُدُوَّ عَلَى الرَّوَاحِ وَالرَّوَاحَ عَلَى الْغُدُوِّ وَتَأْتِيهِمْ طُرَفُ الْهَدَايَا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِمَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ الَّتِي كَانُوا يُصَلُّونَ فِيهَا فِي الدُّنْيَا وَتُسَلِّمُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَة".

أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (146رقم150)

وإسناده ضعيف جدًا؛ فيه أبان ابن أبي عياش العبدي، قال عنه الحافظ في تقريب التهذيب (87رقم142) :"متروك".

فائــــــــــــــــدة :

ليس في الجنة ليل؛ قال الحافظ ابن كثير في التفسير (5/247) :"قَوْلُهُ: âوَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّاá أَيْ: فِي مِثْلِ وَقْتِ البُكُرات وَوَقْتِ العَشيّات، لَا أَنَّ هُنَاكَ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا وَلَكِنَّهُمْ فِي أَوْقَاتٍ تَتَعَاقَبُ، يَعْرِفُونَ مُضِيَّهَا بِأَضْوَاءٍ وَأَنْوَارٍ".

وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي :"قَوْلُهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ âوَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّاá، فِيهِ سُؤَالٌ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ أَنْ يُقَالَ: مَا وَجْهُ ذِكْرِ الْبُكْرَةِ وَالْعَشِيِّ، مَعَ أَنَّ الْجَنَّةَ ضِيَاءٌ دَائِمٌ وَلَا لَيْلَ فِيهَا !

وَلِلْعُلَمَاءِ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ أَجْوِبَةٌ:

الْأَوَّلُ: أَنَّ الْمُرَادَ بِالْبُكْرَةِ وَالْعَشِيِّ قَدْرُ ذَلِكَ مِنَ الزَّمَنِ.

الثَّانِي: أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ فِي زَمَنِهَا تَرَى أَنَّ مَنْ وَجَدَ غَدَاءً وَعَشَاءً فَذَلِكَ النَّاعِمُ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ مُرَغِّبَةً لَهُمْ وَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ.

الثَّالِثُ: أَنَّ الْعَرَبَ تُعَبِّرُ عَنِ الدَّوَامِ بِالْبُكْرَةِ وَالْعَشِيِّ، وَالْمَسَاءِ وَالصَّبَاحِ.

الرَّابِعُ: أَنْ تَكُونَ الْبُكْرَةُ هِيَ الْوَقْتَ الَّذِي قَبْلَ اشْتِغَالِهِمْ بِلَذَّاتِهِمْ، وَالْعَشِيُّ: هُوَ الْوَقْتُ الَّذِي بَعْدَ فَرَاغِهِمْ مِنْ لَذَّاتِهِمْ ; لِأَنَّهُ يَتَخَلَّلُهَا فَتَرَاتُ انْتِقَالٍ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ، وَهَذَا يَرْجِعُ مَعْنَاهُ إِلَى الْجَوَابِ الْأَوَّلِ.

الْخَامِسُ: لَيْسَ هُنَاكَ لَيْلٌ، إِنَّمَا هُوَ ضَوْءٌ وَنُورٌ، يَرِدُ الْغُدُوُّ عَلَى الرَّوَاحِ وَالرَّوَاحُ عَلَى الْغُدُوِّ.

وَهَذَا الْجَوَابُ رَاجِعٌ إِلَى الْجَوَابِ الْأَوَّلِ، وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى".

انظر : أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (3/470-471).

 

كتبه :

أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول

ضعيف زمزم

 

حديثان ضعيفان مشتهران في مواقع التواصل

في التضلع من ماء زمزم

مع ذكر حديثين ثابتين يغنيان عنهما

 

عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :"إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا، وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ، أنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ، مِنْ زَمْزَمَ"

أخرجه ابن ماجه في السنن (2/1017رقم3061).

وقال الألباني في إرواء الغليل (4/325رقم1125) :"ضعيف".

غريب الحديث :

قوله :"أنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ، مِنْ زَمْزَمَ", قال المناوي في فيض القدير (1/60) :"لا يكثرون (من) شرب (ماء) بئر (زمزم) حتى تتمدد جنوبهم وضلوعهم كراهة له بعد ما علموا ندب الشارع إلى شربه والإكثار منه".

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :"التَّضَلُّعُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ".

أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (2/52).

وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (6/203رقم2682) :"موضوع".

غريب الحديث :

قوله :"التضلع من ماء زمزم" قال المناوي في فيض القدير (3/283) :"أي الإكثار من الشرب منه حتى تتمدد الأضلاع والأجناب".

ويغني عنهما :

-    ما رواه أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ :"إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ".

أخرجه مسلم في الصحيح (4/1919رقم2473).

وفي لفظ :"زَمْزَمُ طَعَامُ طُعْمٍ وَشِفَاءُ سَقَمٍ".

أخرجه البزار في المسند (9/361رقم3929).

وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/40رقم1162).

قوله :"طَعَامُ طُعْمٍ"، قال ابن قرقول في مطالع الأنوار (3/274) :"أي: يصلح للأكل، والطعم بالضم مصدر، أي: تغني شاربها عن الطعام".

-    وما رواه جَابِرُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ :"مَاءُ زَمْزَمَ، لِمَا شُرِبَ لَهُ".

أخرجه ابن ماجه في السنن (2/1018رقم3062).

وحسنه ابن قيم الجوزية في زاد المعاد (4/361)، والألباني في إرواء الغليل (4/320رقم1123).

فائدة : قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد (4/361) :"قَدْ جَرَّبْتُ أَنَا وَغَيْرِي مِنَ الِاسْتِشْفَاءِ بِمَاءِ زَمْزَمَ أُمُورًا عَجِيبَةً، وَاسْتَشْفَيْتُ بِهِ مِنْ عِدَّةِ أَمْرَاضٍ، فَبَرَأْتُ بِإِذْنِ اللَّهِ، وَشَاهَدْتُ مَنْ يَتَغَذَّى بِهِ الْأَيَّامَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ الشَّهْرِ أَوْ أَكْثَرَ وَلَا يَجِدُ جُوعًا، وَيَطُوفُ مَعَ النَّاسِ كَأَحَدِهِمْ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ رُبَّمَا بَقِيَ عَلَيْهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَكَانَ لَهُ قُوَّةً يُجَامِعُ بِهَا أَهْلَهُ، وَيَصُومُ وَيَطُوفُ مِرَارًا".

كتبه :

أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول